في خطوة دراماتيكية تزامنت مع بداية أزمة الإغلاق الحكومي الفيدرالي، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب تجميد تمويل بقيمة 18 مليار دولار كان مخصصا لمشاريع بنية تحتية حيوية في مدينة نيويورك، مُبررة الإجراء بضمان عدم استخدام الأموال بناء على «مبادئ التنوع والمساواة والإدراج غير الدستورية». هذا القرار يأتي في وقت حساس حيث تعاني البلاد من تداعيات الإغلاق الحكومي، مما يزيد من تعقيد الوضع في نيويورك.
وجاء الإعلان في تغريدة على منصة «X» من مدير مكتب الإدارة والموازنة راسل فوغت، الذي حدد المشاريع المتضررة بمشروع نفق هدسون وتوسعة مترو أنفاق الجادة الثانية. كتب فوغت في تغريدته: «حوالى 18 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية في نيويورك تم تجميدها لضمان عدم تدفق التمويل بناء على مبادئ DEI غير دستورية، تحديدا، مشروع نفق هدسون ومترو الجادة الثانية». هذا التجميد يعكس سياسة الإدارة الحالية التي تركز على إلغاء أي تمويل يُعتبر غير متوافق مع مبادئها.
وأضاف في تغريدة لاحقة أن هذا الإجراء جزء من مراجعة إدارية سريعة من قبل وزارة النقل، للتحقق من عدم وجود «ممارسات تمييزية» في عقود الشركات الصغيرة، وسط تأخير الإجراءات بسبب أزمة الإغلاق الحكومي الذي بدأ أمس بسبب خلافات على الموازنة. هذا التأخير يؤثر بشكل كبير على المشاريع الحيوية التي تعتمد على التمويل الفيدرالي.
أوامر تنفيذية لإلغاء المتطلبات المتعلقة بالتنوع في التمويل الفيدرالي
وفي السنوات الأخيرة، أصدرت الإدارة أوامر تنفيذية لإلغاء المتطلبات المتعلقة بالتنوع في التمويل الفيدرالي، مُبررة ذلك بأنها «إهدار لأموال دافعي الضرائب»، ووفقا لتقارير من وزارة النقل، يشمل التمويل المجمد برامج «الأعمال التجارية المحرومة» التي تُخصص نسبة من العقود للأقليات والنساء، والتي أصبحت هدفا رئيسيا للإدارة. هذا التوجه يعكس سياسة الإدارة الحالية التي تركز على تقليل الإنفاق على البرامج التي تعتبرها غير ضرورية.
وتعد نيويورك، التي تُدار من قبل الديمقراطيين معقلا لقادة حزبيين مثل زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ورئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب هاكيم جيفريز، أصبحت هدفا رمزيا لهذا الإجراء. هذا التجميد يعكس الصراع السياسي القائم بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه السياسية على حساب المشاريع الحيوية.
ويُقدر تقرير من Bloomberg أن هذه المشاريع تمثل أكبر الاستثمارات في البنية التحتية في نصف الكرة الغربي، وتُعاني بالفعل من تأخيرات بسبب التكاليف المتجاوزة والتحديات الهندسية. في 2024، وافق الرئيس السابق جو بايدن على تمويل إضافي قدره 6.9 مليار دولار لنفق هدسون كجزء من قانون البنية التحتية الحزبي، لكن الإدارة الجديدة ترى في ذلك فرصة لإعادة النظر في الشروط. هذا التوجه قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في المشاريع الحيوية.
ويشمل مشروع نفق هدسون بناء نفقين جديدين تحت نهر هدسون لربط نيويورك بنيوجيرسي، إضافة إلى إصلاح النفق القديم، بتكلفة إجمالية 16.1 مليار دولار، مع 11 مليار دولار تمويلا فيدراليا، الذي يُتوقع إكماله بحلول 2034. هذا المشروع يعد من المشاريع الحيوية التي تعتمد عليها نيويورك في تحسين بنيتها التحتية.
تأثير أزمة الإغلاق الحكومي على المشاريع
تأثير أزمة الإغلاق الحكومي على المشاريع في نيويورك سيكون له تداعيات بعيدة المدى. فمع تجميد التمويل، ستتأخر العديد من المشاريع الحيوية، مما سيؤثر على الاقتصاد المحلي ويزيد من معاناة المواطنين. إن التأخير في تنفيذ هذه المشاريع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات المرورية وزيادة التكاليف على المدى الطويل.
أسئلة متكررة (FAQ)
- ما هي أزمة الإغلاق الحكومي؟ أزمة الإغلاق الحكومي هي حالة تحدث عندما لا يتمكن الكونغرس من تمرير الميزانية، مما يؤدي إلى توقف الحكومة عن العمل.
- كيف تؤثر أزمة الإغلاق الحكومي على المشاريع في نيويورك؟ تؤثر أزمة الإغلاق الحكومي على المشاريع من خلال تجميد التمويل، مما يؤدي إلى تأخير التنفيذ وزيادة التكاليف.
- ما هي المشاريع المتأثرة بتجميد التمويل؟ المشاريع المتأثرة تشمل مشروع نفق هدسون وتوسعة مترو أنفاق الجادة الثانية.
- ما هو موقف إدارة ترمب من برامج التنوع؟ إدارة ترمب تعارض برامج التنوع وتعتبرها تمييزا عكسيا، مما أدى إلى تجميد التمويل المخصص لها.
في الختام، تعكس أزمة الإغلاق الحكومي الحالية التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة الفيدرالية في إدارة الميزانية، وتأثير ذلك على المشاريع الحيوية في نيويورك. إن الوضع الحالي يتطلب من جميع الأطراف المعنية العمل معًا لإيجاد حلول فعالة تضمن استمرارية التمويل للمشاريع الحيوية.
