حصدت المعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرا لنضالها السلمي من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا وتحقيق انتقال عادل وسلمي إلى الحكم المدني. إن فوزها بهذه الجائزة يُعتبر إنجازًا استثنائيًا يعكس الجهود المستمرة التي بذلتها في سبيل تحقيق العدالة والحرية لشعبها.
وقالت اللجنة في بيانها الصادر من أوسلو، اليوم (الجمعة): إن اختيار ماتشادو جاء «تقديرا لشجاعتها في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي، وإصرارها على تحقيق التغيير بوسائل سلمية رغم القمع والتهديدات». في أول تصريح بعد فوزها، قالت ماتشادو: أهدي هذه الجائزة لكل الفنزويليين الذين لم يفقدوا الأمل في الحرية. هذه الجائزة تذكير بأن العالم يسمع صوتنا، وأننا لسنا وحدنا في هذه المعركة.
نضال طويل الأمد
وأفادت اللجنة بأن الوقت مناسب لتسليط الضوء على «نضال طويل الأمد من أجل الديمقراطية في واحدة من أكثر دول أمريكا اللاتينية استبدادا»، مؤكدة أن «السلام لا يُقاس فقط بوقف الحروب، بل أيضا بإرساء العدالة والحرية». إن هذا التصريح يعكس أهمية النضال السلمي الذي تقوم به المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا.
ويمثل هذا الفوز تحولا في الاهتمام الدولي بالأزمة الفنزويلية التي تفاقمت منذ أكثر من عقد، مع انزلاق البلاد إلى أزمة اقتصادية وسياسية خانقة تحت حكم الرئيس نيكولاس مادورو. فالأزمة ليست فقط اقتصادية، بل تتعلق أيضًا بالحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفنزويلي.
وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار)، وستُمنح رسميا في حفل يقام في العاصمة النرويجية أوسلو في 10 ديسمبر القادم، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة مؤسس الجائزة، الصناعي السويدي ألفريد نوبل.
أبرز الشخصيات المعارضة
تُعد ماتشادو (57 عاما) من أبرز الشخصيات المعارضة في فنزويلا منذ مطلع الألفية. وُلدت في كاراكاس عام 1967 لعائلة ميسورة تعمل في مجال الهندسة والصناعة، ودرست الهندسة الصناعية في الجامعة الكاثوليكية أندريس بيلو، ثم تابعت دراسات في الإدارة العامة بجامعة ييل الأمريكية. إن خلفيتها الأكاديمية ساعدتها على فهم التحديات التي تواجه بلدها بشكل أفضل.
ظهرت في الحياة العامة عام 2002 حين شاركت في تأسيس منظمة «سوموس فينيزويلا» (Súmate)، وهي حركة مدنية غير ربحية ساهمت في تنظيم الاستفتاء على بقاء الرئيس الراحل هوغو تشافيز في الحكم عام 2004. وقد واجهت مضايقات واتهامات من الحكومة «بالتآمر ضد الدولة». وانتُخبت ماتشادو عضوا في البرلمان عام 2010 عن المعارضة، وعُرفت بخطابها الجريء ضد تشافيز ثم مادورو.
موجة احتجاجات واسعة
وبعد موجة احتجاجات واسعة في البلاد خلال العام 2014، جرّدها البرلمان من حصانتها البرلمانية ومنعها من الترشح لأي منصب، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة نشاطها السياسي، إذ أصبحت من الوجوه الأبرز لتحالف المعارضة الديمقراطية. لقد كانت ماتشادو دائمًا رمزًا للمقاومة، حيث مثّلت تيارًا إصلاحيا داخل المعارضة، دعا إلى انتقال سلمي للسلطة وإعادة بناء المؤسسات بدل الانزلاق إلى صدام مسلح.
ورغم القمع، رفضت اللجوء إلى العنف، مؤكدة أن الحرية تُنتزع بالإصرار المدني لا بالسلاح. منعت من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024، وحافظت على موقعها القيادي داخل جبهة المعارضة، وظلت رمزا للمقاومة المدنية في بلدٍ يعاني من انهيار اقتصادي حاد، وهجرة ملايين المواطنين، وتراجع في الحريات.
وتسعى لجنة نوبل من خلال منح الجائزة لماتشادو إلى إرسال رسالة مزدوجة، دعم جهود التحول الديمقراطي في فنزويلا، والتأكيد على أهمية النضال السلمي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية. إن هذا الفوز ليس فقط لماريا كورينا، بل هو انتصار لكل الفنزويليين الذين يسعون إلى الحرية والديمقراطية.
أسئلة متكررة (FAQ)
- ما هي جائزة نوبل للسلام؟ جائزة نوبل للسلام هي جائزة تمنح للأفراد أو المنظمات التي تساهم في تحقيق السلام.
- لماذا حصلت ماريا كورينا ماتشادو على جائزة نوبل للسلام؟ حصلت على الجائزة تقديراً لنضالها السلمي من أجل الديمقراطية في فنزويلا.
- ما هي قيمة جائزة نوبل للسلام؟ تبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار).
- متى سيتم تسليم الجائزة؟ سيتم تسليم الجائزة في 10 ديسمبر 2025 في أوسلو، النرويج.
